تازة بريس

عوائق وشروط دينامية اتحاد كتاب المغرب بعيون كتاب ومثقفين الى حين ..

-

تازة بريس

نقاش تقاسمه عدد من الكتاب والمثقفين المغاربة بالمحمدية مؤخرا حول”أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم”، هو ما شكل موضوعا تناوله “الملحق الثقافي ليومية الاتحاد الاشتراكي” في عدد الأخير . مستحضرا ما تضمن هذا النقاش من مداخلات، منها تلك التي تحدث فيها الكاتب عبد الحميد جماهري، مشيرا الى أن اتحاد كتاب المغرب يجب أن يأخذ بعين الاعتبار جيل جديد من الكتاب الشباب، يتطور من خلال أدوات تواصل ويكتب وينشر في أعرق دور النشر وأرقى المجلات دون وسيط، ويشتغل في استقلالية تامة عن هذه المؤسسة. مضيفا أن هذا الجيل الصاعد بنى معطاه الثقافي في استقلال عن المؤسسات، ودون دعمها ولا يحتكم إلا إلى منطق النسخ المبيعة، ما يجعل حاجة هذا الجيل غير ذات جدوى إلى اتحاد بتنظيماته التقليدية التي باتت متجاوزة.

بينما الشاعر جمال أماش، فقد ابرز أن مشكل اتحاد كتاب المغرب مشكل فكري وفيه نوع من التجاوز لما يقع،  معتبرا في مضمون مداخلته أن الاتحاد اليوم مطالب بتوضيح موقفه مما يحدث داخل الفضاء الديني وهل هو مع الحداثة أم ضدها، مطالبا بعدم التذبذب في المواقف بخصوص هذه النقطة لتبديد هذا الغموض والحسم في طبيعة هذه العلاقة، مؤكدا على أن المؤسسة الثقافية تعاني من عطب منذ القديم. مشيرا حسب صحيفة الاتحاد الاشتراكي، إلى أن المشاريع التي كانت تتصارع منذ تأسيس الاتحاد كانت تقف على طرفي نقيض: مشروع الدولة المحافظ مقابل مشروع الحداثة وهو ما تغير اليوم، ونحن أمام مشروع واحد لم يستطع الاتحاد اليوم بلورة ما جاء فيه وتنزيله، وهو ما يدفع الى استعجالية عقد مؤتمره الاستثنائي في ظل الحاجة والجدوى. أما أحمد عاقد، الكاتب والناقد، فقد ارتأى في مداخلته أن التجميد والتعطيل الذي يعيشه الاتحاد مقصود، وأن الضحية الأولى والأخيرة هي مصلحة الوطن والاتحاد الذي ليس عليه أن يدافع أو يقوم ردود أفعال أمام الخصوم، بل يجب أن يكون مبادرا، إفريقيا وأوروبيا وفي أمريكا اللاتينية وأن يكون درعا من دروع الدفاع عن القضية الترابية. كما اعتبر الناقد محمد علوط أن الحديث عن حل لأزمة اتحاد كتاب المغرب يبدأ من الإجابة عن سؤال: أي مؤتمر استثنائي نتحدث عنه وبأية معايير؟ مشيرا إلى أن الكتاب لا يريدون اليوم مؤتمرا يكون نسخة لمؤتمرات سابقة، بل مؤتمرا يمتلك إطارا نظريا وتأسيسات مبدئية وإلا فلا حاجة إليه.

أما ليلى الشافعي عضو المكتب التنفيذي للإتحاد في مداخلتها، فقد أكدت أن ما يحدث اليوم هو نتيجة لطرق اشتغال قديمة لايزال ينهجها الاتحاد في تدبير عمله واختلافاته، داعية في نفس الإطار لوضع قطيعة مع هذه الآليات التقليدية في الاشتغال، لأن هناك جمعيات ثقافية تقوم بالدور التقليدي للاتحاد وهو ما يقتضي كما قالت الشافعي، خلق قطائع إبستيمية مع المسار السابق لاتحاد كتاب المغرب التي أنتجت منذ الستينات، والبحث عن طرق أخرى للعمل تُضَمَّن في قانونه الأساس، بالإضافة الى تشبيب هياكل الاتحاد. أما عبد الحق بنرحمون عضو الاتحاد فقد شدد على أن مستقبل اتحاد كتاب المغرب اليوم، مرتبط بالثورة الرقمية وما تطرحه من تحديات حتى ولو تجاوز أزمته التنظيمية لأنه مطالب بتحيين أدوات اشتغاله، وبملاءمة قوانينه مع المستجدات إذا أراد أن يرتقي من مجرد جمعية ذات أهداف تقليدية الى مؤسسة ثقافية كبرى. معتبرا أن اتحاد كتاب خارج الانخراط الرقمي لن يكون له تأثير عربي أو دولي.

إلغاء الاشتراك من التحديثات