تازة بريس
من أجمل وأعمق الاصوات الشعرية عن جيل ثمانينات القرن الماضي هو عبد السلام بوحجر رحمه الله، منذ أن دق “أجراس الأمل” آملا في “إيقاع عربي خارج الموت”،في انتظار أن تزهر” أزهار الحصار” فيضرب لها “ستة عشر موعدا”، ويغني معها “على مقام الهاء” وقد ظل على حافة الانتظار حتى مل الموت من شهادة اعتراف لم تأت، فأخذه الى حضنه لينام في أمان الشعراء. هو الراحل عبد السلام بوحجر صاحب دواوين شعرية عدة رفيعة منها: “قمر الأطلس”، “ستة عشر موعدا” ومسرحية شعرية بعنوان “الصخرة السوداء”، و”الغناء على مقام الهاء”، سنة 2013، إلى جانب مسرحية شعرية بعنوان “ملحمة القمر الأزرق”، صدرت سنة 1993.
ارتبط اسم شاعر تازة المتفرد بدفاعه عن الثقافة الوطنية وخصوصية التجربة الشعرية في المغرب، ودورها في الرقي بالذوق والوجدان في بلادنا، منذ محاضرته الشهيرة «إسهام الشعر في إرساء قواعد الثقافة الوطنية» التي نظمها المسرح العمالي في وجدة سنة 1982.كما أن حصل الراحل بوحجر على جوائز محلية وعربية من ضمنها الجائزة الأولى في المسابقة الدولية للشعر في أحسن قصيدة، عن قصيدته « مقام القدس العالي» نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف بمساهمة “مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري”، خلال الحفل الختامي لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2009. واحدا من الشعراء المغاربة الذين ساهموا منذ سبعينيات القرن الماضي، في بناء القصيدة المغربية، في امتداداتها العمودية والتفعيلية، هو الذي عرف عنه، رحمه الله انتصاره في أشعاره لقضايا الإنسان عامة بمثل اهتمامه الخاص بالقضايا الوطنية والقومية، وبتفاصيل الحياة اليومية في العشق والطبيعة.
تأثر عبد السلام بوحجر في أشعاره الجميلة بتجارب شعراء عرب كبار من قبيل قباني ودرويش والقاسم والبياتي وغيرهم، فانعكس كل هذا وذاك ذلك في دواوينه الشعرية ، موهبة شعرية توضع في قمة الشعر المغربي الحديث وقد غيبت حين مَيَّعَ الفعل الثقافي وأعطى مؤسساته وريعه للطحالب والزعانف، شاعر متميز الهيبة هو عبد السلام بوحجر الذي نادرا ما مثل المغرب في مهرجان ثقافي عربي أو دولي، فضلا عن تغيب اشعره عن المقررات الدراسية التي فُتحت أمام من هم دونه دون قيمة شعر سلي . إنسان هو الشاعر عبد السلام بوحجر رقيق مرهف خجول، وفي الوقت نفسه معتز بنفسه صلب الروح نبيل الموقف واسع الأفق. وفي شعره احتفاء متميز باللغة والإيقاع والتراث.
بمناسبة ذكرى الوفاء لرحيل الشاعر المغربي الكبير عبد السلام بوحجر، وتكريما لروحه صدر بمدينة وجدة ديوان جماعي موسوم بـ“عبد السلام بوحجر في عيون الشعراء” ، ديوان في مائة وأربع وأربعين صفحة من الحجم المتوسط يضم ثمانية عشرة قصيدة لستة عشر شاعرا، هم: “ محمد أعربات، عبد الباسط بوشنتوف، صفية جباري، الزبير خياط، صباح الدبي، بوعلام دخيسي، محمد شيكي، المداني عدادي، إسماعيل علالي، مولاي رشيد العلوي، حسن الفقير، أحمد لحريشي، محمد العيوني، محمد ماني، أمينة المريني، مراد المعلاوي”. لقد كان الراحل الشاعر عبد السلام بوحجر عضوا في اتحاد كتاب المغرب درس في مدينتي وجدة وفاس، قضى زهرة عمرة بتازة التي زرعها شعرا جميلا تقاسمته : أجراس الأمل، إيقاع عربي خارج الموت، قمر الأطلس، ستة عشر موعدا، ومسرحية شعرية بعنوان الصخرة السوداء. وهو حاصل على جوائز محلية وعربية من ضمنها الجائزة الأولى في المسابقة الدولية للشعر في أحسن قصيدة، عن قصيدته ” مقام القدس العالي” نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف بمساهمة “مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري”، خلال الحفل الختامي لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2009.