تازة بريس
حوالي ست سنوات على بداية اشغال ترميم أحد معالم مدينة تازة التاريخية، ويبدو أن واقع حال إيقاع وسير الاشغال يدفع بتأخرها لسنوات أخرى قادمة، وهو ما اثار ولا يزال الرأي العام المحلي حول المدة الزمنية المتفق عليها لانهاء الاشغال بناء على دفتر التحملات. يذكر أن الجامع الأعظم موضوع اشغال الترميم الحلزونية، هو من معالم ومفاخر تازة الروحية التاريخية، وأحد الشواهد المادية الأثرية المغربية الجامعة بين حضارتين مغربيتين عريقتين الموحدية والمرينية عن العصر الوسيط. فضلا عما يتفرد به من مرافق اصيلة من قبيل الخزانة التاريخية المرينية التي كانت الى عهد قريب بآلاف المخطوطات الفكرية، ومن روعة هندسة وفن اندلسي في جزءه المريني وهو الأهم والأوسع الموحدية، ومن تحفة بتفرد وطني وعربي إسلامي ويتعلق الأمر بالثريا السلطانية المرينية التي تتوسط هذا الجامع، والتي بوزن يبلغ32 قنطارًا وفق القياس المغربي آنذاك (نهاية القرن السابع الهجري). هذا الى جانب ما يزخر به هذا الجامع الأثري السلطاني بتازة، من منبر تاريخي تحفة يعود لفترة حكم المرينيين.
ويظهر أن اشغال ترميم جامع تازة هذا الذي حضي بالتفاتة الجهات الوصية منذ حوالي ست سنوات، تأخرت بشكل كبير وهو ما جعلها موضوع تساؤلات الساكنة وكذا المهتمين المتتبعين والجمعويين من قبيل الائتلاف المدني التازي، الذي سبق له أن قام بعدة زيارات لهذا الورش منبها لما هناك من ضعف وتيرة الأشغال. لافتا لما ينبغي في عمل ترميم في مثل هذه المنشآت التاريخية الأصيلة، من درجة عناية ومعرفةً دقيقة تهم مواد واساليب الترميم المعمارية الأصلية، حفظا لقيمة واصالة ومكونات معلمة متفردة هي من أهم بصمات الارث المادي التاريخي الوطني والانساني، تجنبا لما قد يلحق بها من تشويه لأثاثها (أقواس، أبواب، فناءات، ساعات شمسية ..).