تازة بريس

حول”قدس تازة”وحلم تدوين إسمه عاليا ضمن ثمن ثم ربع نهاية كأس العرش

-

تازة بريس

عزيز ريباكً .. الرباط

أن تكون كرة القدم التازية ممثلة في دور الستة عشر من منافسات كأس العرش، فهذا حدث لن اقول غير مسبوق ولكنه إنجاز قل نظيره في السنين الأخيرة، ما يفرض وقفة تأمل إزاء تردي الأوضاع الكروية بالمدينة. فعلى الرغم من الضائقة المالية التي يعانيها فريق جمعية قدس تازة، على غرار باقي الأندية التازية الأخرى، تمكن هذا الاخير من بلوغ دور الستة عشر بعد الاطاحة بفرق تفوقه عتادا وعدة كاتحاد يعقوب المنصور الذي يرأسه وزير في الحكومة المغربية، والمرشح الاول للالتحاق الموسم القادم بالقسم الاحترافي الثاني، ووداد صفرو صاحب الطموح الكبير والتجربة الطويلة في المجال.

قد يصنف هذا التأهل كفلتة من فلتات الزمن الكروي بالمدينة، لكنه يبقى بالتأكيد نموذجا لنجاح منبعث من رحم المعاناة كما يقال، حتى وإن كان نجاحا محدودا نظرا لطول المشوار المتبقي في منافسات كاس العرش. لا يسع المرء والحالة هاته، الا أن يثني على مردود فريق حديث العهد يحدوه طموح على الواجهتين. فموازاة مع كأس العرش يتطلع الفريق الشاب لانتزاع إحدى بطاقات الصعود للقسم الأعلى ضمن بطولة الهواة. وهو يحتل حاليا مركزا متقدما على مستوى قائمة الترتيب يخوله تحقيق هذه الغاية. لهذا فالفرصة مواتية ليثبت أهل تازة ومنتخبوها ومسؤولوها حسن نيتهم إزاء هذا الفريق بدعمه بما يلزم من إمكانيات، كونه يمثل حاضرة يناهز تعداد سكانها 150 الف نسمة، تزخر برصيد حضاري وتاريخي يفوق بكثير مدنا اخرى لها صيت على الواجهة الرياضية (اللهم لاحسد) والامثلة كثيرة على ذلك. سيلاحظ القارئ انني استعملت عبارة (الفرصة مواتية…) وهو أمر مقصود، لأنه ثبت أن الزمان لا يجود الا نادرا بهكذا مناسبات بل وأكثر من ذلك وفي حالة الاخفاق، فإن الأمور غالبا ما تعود لنقطة الصفر كما هو الحال بالنسبة لجمعية تازة التي أصبح حالها يثير الشفقة، وهي (تقارع) فرقا تمثل قرى ومداشر. بسبب اهمال مطبق، وكأن كرة القدم خاصة والرياضة عموما، لا مكان لها ضمن أجندة المسؤولين على اختلاف تلاوينهم.

من”حسنات” هذا المردود الطيب لـ”قدس تازة” في مسابقة كأس العرش، إماطته اللثام عن خصاص مهول في البنى التحتية وغياب شبه كلي للمرافق والتجهيزات الاساسية في الملعبين المتاحين (البلدي والعربي المهدي) .وما أبعد أن نكون، ونحن نتحدث عن الشروط المفروضة لإجراء المباراة أمام اتحاد تواركة، أحد اندية البطولة الاحترافية كالعشب الطبيعي والانارة والمنصة الخاصة بتقنية الفار (سابع المستحيلات)في الوقت الراهن على الأقل. ظروف ستحرم جزءا كبيرا من الجمهور التازي من متابعة المباراة، والدفع بفريقها للمضي قدما في هذه المنافسات. ف”قدس تازة أصبح مضطرا للبحث عن ملعب بديل، واغلب الظن أن يكون ملعب الحسن الثاني بفاس. وبما أن الشيء بالشيء يذكر، ما زلت شخصيا استحضر تلك المشاهد الرائعة التي عاشها الملعب البلدي (الملعب التاريخي)، حين استقبل فريق جمعية تازة سنة 1969 أحد الأندية الكبرى آنذاك “الدفاع الحسني الجديدي” بقيادة مدافعه الدولي المعروفي أحد نجوم مونديال مكسيكو 1970، برسم دور الستة عشر من منافسات كاس العرش، والتي فاز خلالها الفريق التازي بهدفين لواحد قبل ان ينهزم في ثمن النهائي امام النادي القنيطري بميدان هذا الأخير، وهي المرة الوحيدة التي تخطت فيها كرة القدم التازية مرحلة الستة عشر.

نفس الأجواء وبرسم نفس الدور(سدس عشر النهاية) خيمت على الملعب البلدي سنة 1970، عندما استضافت جمعية تازة فريق الجيش الملكي معززا بكامل عناصره الدولية آنذاك (علال، باموس…)، وعادت النتيجة للفريق العسكري بثلاثة لواحد. ثالث مرة خاض فيها الجمعية غمار دور الستة عشر كانت عام 1973. وكانت الهزيمة بالميدان امام اتحاد الخميسات بهدف لصفر. فهل سينجح “قدس تازة” في مطاردة هذه اللازمة وتدوين اسمه ضمن سجلات ثمن ثم ربع نهاية كأس العرش؟. كل شيء ممكن في كرة القدم وكل الصعاب تهون امام شباب يحدوهم الامل في رفع راية المدينة عاليا، في المحفل الكروي الوطني. حظ سعيد ورمضان مبارك.

إلغاء الاشتراك من التحديثات