تازة بريس
” كنت أنجز أشغالي بفاس في الوقت المحدد وبعد حذف قطار السادسة والنصف صباحا، تعقدت الاوضاع مع التاكسيات والحافلات: انتظار قد يطول في كثير من الأحيان، غلاء أسعار المقاعد وزيد وزيد ” كذلك علق احد مواطني تازة الذين اعتادوا على استعمال وسيلة القطار الصباحي الذي كان يتوجه من تازة إلى فاس ويضيف بمرارة ” الله ياخذ الحق ” ، وكان القطار إياه يستعمل من طرف أغلب الفئات المتواضعة الدخل بتازة كنساء ورجال التعليم والموظفين والفلاحين والتجار الصغار والمتوسطين وكثير من أفراد القوات المسلحة الملكية، إما لقضاء أغراض إدارية بمركز الجهة أي مدينة فاس، وقد بتوجه بعضهم إلى العاصمة الرباط لقضاء نفس الأغراض أوالسفرللتطبيب كما هو الحال بالنسبة للموظفين والجنود الذين يتوجهون إلى المستشفى العسكري بمكناس، ولم يكن اختيار هذا القطار كوسيلة للسفر جزافيا، فهناك عنصر الزمن حيث إن أغلب المسافرين عبره كانوا يقضون أشغالهم ويفرغون منها مبكرا فيمتطون قطار السابعة مساء بفاس للعودة إلى تازة، إضافة إلى ما يوفره نفس القطارمن راحة نسبية قياسا إلى التاكسيات أو حافلات المسافرين، ولكن الأهم كما سبقت الإشارة هو عنصر الزمن والاستغلال العقلاني له .
فوجئت ساكنة تازة بالحذف غير المبررقانونيا وإنسانيا واجتماعيا لهذا الخط، وكأن المسؤولين لم تكفهم تعثرات مشاريع المدينة بسبب الحسابات الضيقة، فكانت الإضافة القيمة للمكتب الوطني للسكك الحديدية الذي يتحمل كامل المسؤولية في هذا الحذف ( بدعوى أنه خط غير مربح ” كذا ” ) مما ضاعف من معاناة المسافرين خاصة المسنين والمرضى والأطفال أيضا، ومما يطرح أكثر من علامات استفهام مشروع كهربة الخط فاس – تازة ( 120 كلم ) الذي يوجد في قائمة مشاريع نفس المؤسسة، والذي حظي بموافقة عموم الساكنة، لكن الخلط في أولويات المكتب الوطني للسكك الحديدية جعل الخط إياه يحذف بجرة قلم وببساطة، فأين هو البعد الاجتماعي عند ذات المؤسسة؟ فيما يؤكد بعض المشتغلين بها أن المكتب لا يتكلف أي خسارة تذكر في هذا الخط المعني وإنما وجد المسؤولون أنفسهم تحت طائلة التبرير حتى ولوكان واهيا .
يذكر أن المجتمع المدني احتج على حذف الخط المعني في تظاهرة أمام محطة القطاربتازة يوم 07 يوليوز 2019 ، كما تتم حاليا تعبئة عريضة تشمل مئات التوقيعات للمطالبة بإعادة تشغيل هذا الخط الحيوي، فهل ستجد كل هذه الخطوات الآذان الصاغية ؟ .