تازة بريس
الاتحاد الأوروبي هو الجهة الممولة لمشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، هو كشفت عنه وثائق جديدة لشركة الدراسات الإسبانية Secegsa المكلفة بالدراسات، علما أن المشروع سيتم ربطه على الجانب الاسباني بشبكة القطارات الأوروبية انطلاقا من اقليم الأندلس، في حين سيكون مرتبطا بخط القطار فائق السرعة “البراق” على الجانب المغربي. الوثيقة التي نشر مضامينها موقع “أوكيدياريو” الإسباني، جاء فيها أنه يتم الآن الترويج لمشروع ربط اسبانيا بالمغرب عبر نفق تحت أرضي عابر لمضيق جبل طارق، مبرزة أن بحث هذا الأمر ظل مستمرا على الرغم من اضطراب العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، حيث جرى سنة 2021 إحياء هذا المشروع استنادا إلى التطور التكنولوجي والرقمي الكبير.
وتم تضمين المسودة الأولية من هذا المشروع ضمن صناديق تمويل الجيل القادم الأوروبية، ويتعلق الأمر حاليا بالكشف عن الجدوى التقنية للمشروع، غير أنه منذ تم الانتهاء من الوثيقة الأولية “كان هناك تطور علمي وتكنولوجي ملحوظ، بالإضافة إلى تراكم معرفة تريبية أكبر، وهي أمور من المرجح أن يتم تطويرها وتطبيقها بشكل يتلاءم وطبيعة مشروع الربط القاري”. واستندت الدراسة لتقارير واردة من المعهد السويسري ETH Zurich تعود لسنة 2018، ومن الشركة الألمانية المُصنعة لآلات الحفر Herrenknecht الصادرة في السنة نفسها، والتي تتحدث عن معالجة هذا المشروع بضمانات أكبر، الأمر الذي سيُسهل عمليات الحفر في باطن الأرض، الى جانب ارتباط الفكرة بتطور نظام النقل عبر الأنفاق مع استحضار نموذج نفق جبال الألب.
ويراعي المشروع العديد من الأمور، فعلى الجانب الإسباني لن يمس متنزه مضيق جبل طارق الطبيعي، كما سيكون مرتبطا بشبكة السكك الحديدية العابرة لأوروبا، بالإضافة إلى التركيز على تعزيز التنمية في البلديات الثمانية للمضيق جنوب إسبانيا، أما في المغرب فيُراعي المشاكل القانونية المرتبطة بالوعاء العقاري المقترح في البداية، وسيكون عليه الانتقال إلى جنوب طنجة للاقتراب من الخط فائق السرعة الذي يربط هذه المدينة بمدينة الدار البيضاء. ويستحضر المشروع العديد من التجارب المشابهة، بما يشمل نفق “سيكان” الرابط بين جزيرتي “هونشو” ”هوكايدو” في اليابان، ونفق المانش الرابط بين فرنسا وبريطانيا، في حين تضع الشركة الإسبانية المكلفة بالدراسات نصب عينيها أحدث نماذج الأنفاق في النرويج.