تازة بريس
جمعية تازة الكبرى للتنمية تصنع الحدث والموعد والحفل والاحتفاء والموسم والفرجة بمدينة تازة على امتداد ثلاثة أيام 28 – 29- 30 نونبر 2025، من خلال برنامج بقدر كبير من الغنى والأهمية من حيث فقرات جامعة بين ما هو كنوز بشرية حية وذاكرة محلية تراثية، في عدد من تجليات ألوانها وصورها الرمزية التعبيرية الهوياتية محليا، وبين معارض لفنون بصرية وتحف ومنتجات تقليدية اصيلة عن عدة أمكنة بالاقليم، فضلا عما يرافق هذه المواد جميعها بشكل مواز من عروض للفروسية، على مستوى مَحْرك اختير له فضاء مجاور للمدينة العتيقة تازة العليا، وعيا واشارة من جمعية تازة الكبرى لِما تستحقه من التفات وعناية، وما تحتاجه من رد للاعتبار وتدخل لاسترجاع ما كانت عليه من تدفق وجذب ودينامية ثقافية واقتصادية.
وكانت فعاليات النسخة الاولى من مهرجان “الهيتي: الذاكرة والفنون الحية، قد انطلقت مساء هذا اليوم الجمعة 28 نونبر الجاري، بحضور رشيد بنشيخي عامل إقليم تازة فضلا عن شخصيات تازية مرموقة وبارزة على المستوى الوطني. وتأتي تظاهرة فن الهيت والفنون البشرية الحية الذي ارتأته جمعية تازة الكبرى تقليدا احتفاليا سنويا بالمدينة، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس– مكناس فضلا عن شركاء آخرين، ضمن مبادرة استشرافية واعدة لفائدة تاريخ وتراث تازة وكذا تطلعاتها التنموية وتسويق التراب المحلي بكل حمولاته بما في ذلك الفنون الحية على عدة مستويات.
وقد حل إقليم السمارة عن جهة العيون الساقية الحمراء بالاقاليم الصحراوية الجنوبية ضيفاً على المهرجان في نسخته الأولى، والتي تكرم دولة السنغال كضيف شرف وعيا بما تحمله من عمق ثقافي وإفريقي يومن انسجام مع روح هذه التظاهرة وتيمتها الاحتفائية. التي افتتحت فعالياتها بمسرح تازة العليا بحضور شخصيات ثقافية وسياسية بارزة، منها الأستاذة سعاد البرنوصي رئيسة جمعية تازة الكبرى للتنمية، فضلا عن ممثلة سفارة السنغال ورئيس وفد جهة العيون الساقية الحمراء ..الخ. ضمن كلمات الافتتاح بسط الباحث الأثري وابن إقليم تازة الأستاذ أبو القاسم الشبري نائب أمين مال الجمعية، من خلال كلمة عميقة في اشاراتها حول فكرة وهوية وروح المهرجان وسياقه وتطلعاته لفائدة التنمية الترابية محليا، معرجا على فيما تقاسمه مع الحضور على طبيعة البيئة التراثية للمنطقة وكنوزها البشرية الحية، ممثلة في فن الهيت الذي بتركيب ايقاعي وتعبير نغمي وأثات وتقاطعات عدة ومتداخلة، هي نتاج ممر ومستقر وجبل وعبور وتجاور في علاقة شرق بغرب. وكان من جملة ما طبع حفل الافتتاح عرض فيلم قصير حول تاريخ وتراث تازة المادي واللامادي. فضلا عن معرض تشكيلي جمع بين فنانين تازيين وسنغاليين، وكذا أروقة خاصة بتحف حرف تقليدية محلية بساحة 20 غشت.
يذكر أنه خلال اليوم الثاني من مهرجان الهيت والكنوز البشرية الحية في دورته الأولى 29 نونبر الجاري، ستكون تازة على موعد مع ندوة فكرية حول “تازة، الذاكرة والتاريخ” والتي سيؤطرها باحثون تازيون من قبيل ذ. نجيب البرنوصي، ذ. نور الدين بوصفيحة، ذ. مصطفى حسني الإدريسي، ذ. أبو القاسم شبري، ذ. محمد زين العابدين، ذة. نعيمة شيكاوي، وهي الندوة التي ستدير اشغالها ذة. نادية البرنوصي. وسيعرف اليوم نفسه توقيع رواية باللغة الفرنسية موسومة ب ” الذات من زاوية أخرى” للكاتب نور الدين بوصفيحة، فضلا عن مائدة فكرية مستديرة مساء، ارأت لها الجهة المنظمة ” فنون الهيت مميزات وتعبيرات ثقافية عريقة ” محورا للنقاش والتقاسم والرأي، بمساهمة أساتذة باحثين مهتمين من قبيل ذ. عبد السلام انويكًة، ذ. مصطفى اللويزي، ذ. محمد الأعرج، ذ. عزوز بوجميد. ” وضمن أنشطة يوم السبت ما هو موسيقي من خلال عمل فني هدية لتازة من الفنان ألبيرولا، يليه عرض فيلم وثائقي لـ”قويدر بناني” حول مغارات وهوّات المدينة. هذا الى جانب عروض فنية موسيقية تراثية في الهواء الطلق، مع عمل فني من أداء مجموعة Africa Fusion القادمة من السنغال. وختام فعليات النسخة الأولى من مهرجان الهيت الذاكرة والفنون الحية يوم الأحد 30 نونبر الجاري، سيكون مساحة معبرة لعروض التبوريدة والفروسية المغربية الأصيلة عن المنطقة، فضلا عن سهرة ختامية تراثية هيتية باذخة بساحة 20 غشت قبالة مقر بلدية تازة، تؤثثها عدد من الفرق الفنية الفلكلوية عن عدة مواقع ومراكز تابعة للإقليم.