تازة بريس

تازة : ذكرى تأسيس التعاون الوطني ومعرض منتوجات اقليمي بالمناسبة ..

-

تازة بريس

عبد السلام انويكًة

محطة احتفاء وتأمل ومناسبة لتسليط الضوء على إسهامات مؤسسة عريقة في خدمة التنمية الاجتماعية على امتداد عقود من زمن مغرب الاستقلال، هي ذكرى تأسيس التعاون الوطني. عبر ما أنزلته هذه المؤسسة الوطنية ولا تزال من أشكال وسبل عمل وتدخل وبرامج واستراتيجيات تهم مساحة واسعة من شرائح اجتماعية مختلفة في وضعية هشاشة. ولعل مؤسسة التعاون الوطني التي تأسست في 27 أبريل 1957 من قبل المغفور له الملك محمد الخامس، تعد فاعلا مرجعيا ميدانيا في مجال الهندسة الاجتماعية، من خلال عمليات تشخيص ترابي تشاركي وبلورتها وأجرأتها لمشاريع اجتماعية رافعة داعمة، فضلا عما هناك من إعداد ومواكبة تخص بروتوكولات تكفل عدة ومختلفة.

وكانت مهام وأدوار مؤسسة التعاون الوطني إبان سنوات الاستقلال الأولى، قد اقتصرت على ما هو  مساعدات لنزلاء مؤسسات اجتماعية وفئات فقيرة، إلا أن هذه الأنشطة والتدخلات التي كانت آنذاك ذات طبيعة ملحة وضرورية، تطورت صوب أنشطة وبرامج بأبعاد اجتماعية عدة ومتداخلة المقاصد. وعليه، بات التعاون الوطني يقدم خدمات في ميادين عدة لفائدة نساء واطفال في وضعية صعبة واشخاص في وضعية اعاقة ومسنين وغيرهم، وهي التدخلات التي تتمثل في دعم إحداث مؤسسات للرعاية الاجتماعية في إطار برنامج حماية القاصرين، ومنح مساعدات على شكل مواد غذائية لفائدة اشخاص في وضعية إعاقة حركية وبصرية، وتقديم أخرى على شكل إعفاءات ومحجوزات جمركية لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة وغيرها.

وغير خاف أن الاحتفاء بالذكرى السادسة والستين لإحداث هذه المؤسسة الوطنية، يتزامن مع سلسلة أحداث دولية فاقمت أوضاع العالم الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عما هناك من ظاهرة جفاف كانت بأثر كبير على فئات فقيرة قروية استدعت تدخل مؤسسة التعاون الوطني، فضلا عما خلفته جائحة كورونا ومعها بؤر توتر في العالم من أثر معبر. وكانت مؤسسة التعاون الوطني دوما بدور في تقديم اشكال معونة واسعاف ومساعدات، الى جانب مساهمتها في انعاش ما هو عائلي واجتماعي فضلا عن مراقبتها لجمعيات مستفيدة من إعانتها المالية وكذا جمع هبات واعانات واعادة توزيعها. ولعل ومن جملة أدوار مؤسسة التعاون الوطني وهي تحتفي بذكرى تأسيسها،  ما تقدمة من استشارة في تدابير عامة وخاصة والتي تهم التضامن والتعاون، فضلا مساهمتها في إحداث الهيئات والمؤسسات الرامية إلى تيسير العمل والإدماج الاجتماعي، وكذا في تكوين الأعوان العاملين بالمؤسسات التي تخضع لمراقبته.

وبحكم التحديات الجديدة والتزامات البرنامج الحكومي وأهمية شبكة وكفاءة مراكز التعاون الوطني، تروم مؤسسة التعاون الوطني ضمن أفق جديد استشرافي، تأهيل المراكز المتواجدة في إطار تصور جيل جديد من المراكز والخدمات لمواكبة تكوين وتأهيل الجمعيات وتشجيع الإبداع الاجتماعي والتنزيل الترابي الناجع لبرامج الوزارة والفاعلين على المستوى الترابي. وفي إطار مفهوم جديد للخدمات الاجتماعية الدامجة والمبتكرة “جسر”، تم إحداث جيل جديد من الخدمات الاجتماعية الدامجة لفائدة الأسر والأشخاص في وضعية صعبة، من قبيل منصة رقمية تروم التوجيه نحو المؤسسات المختصة (مراكز المواكبة لحماية الطفولة، ومراكز توجيه ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة، والفضاءات متعددة الوظائف للنساء..).

وفي أفق فضاءات اشتغال جديدة متعددة التدخلات تجاه المرأة والطفولة والمساعدات الاجتماعية ومنها فئة المسنين ودور العجزة الى جانب أنشطة وساطة اجتماعية حاضنة وتكوين وتأهيل تعزيز وبناء قدرات. ناهيك عما هناك من جهود تدخل تخص تسهيل ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى فضاءات مخصصة للمساعدة والوساطة الاجتماعية. على ايقاع كل هذا وذاك من الورش والاشتغال والتدخل والاضافة، احتفلت مؤسسة التعاون الوطني بتازة أمس الجمعة 5 ماي الجاري بذكرى تأسيسها من خلال تنظيم معرض اقليمي لمنتوجات المراكز والجمعيات الشريكة لها. وهو ما حضرته واشرفت على افتتاحه السلطات المحلية، من خلال وقوفها على شروحات ومعطيات تخص أنشطة اجتماعية مدعمة عن الوسط القروي والحضري، من قبيل ما يهم مثلا مراكز رعاية اجتماعية واطفال في وضعية اعاقة وتوحديين، وكذا اسهامات مكونات المجتمع المدني الفاعل في هذا المجال الانساني الاجتماعي من قبيل جمعية آباء وأولياء الأشخاص في وضعية اعاقة بتازة، وجمعية النور لرعاية الطفل والمرأة في وضعية صعبة، وجمعية النهضة للمرأة القروية عن جماعة “حد امسيلة”، وجمعية الخنساء النسائية للتنمية بتازة، وجمعية ازراردة لدعم وتنمية المرأة القروية، وجمعية دعم وتدبير التربية والتكوين بأجدير وغيرها.

يذكر أن مؤسسة التعاون الوطني  على صعيد تازة تتوفر على موارد وأطر بشرية  تقوم بأدوار عدة رافعة للمجال على عدة مستويات. من قبيل ما هناك من مساعدين اجتماعيين ومربين ومكونين وداعمين نفسيين؛ وقانونيين ومساعدين اداريين فضلا عن مستخدمين يقومون بمهام عدة داعمة. ويسجل وتازة تحتفي بالذكرى السادسة والستين لتأسيس التعاون الوطني، أن خدمات هذه المؤسسة بعد أكثر من ستة عقود من فعلها وتفاعلها الوطني، عرفت تطورات عدة على مستوى مفهوم ومضمون التكافل الاجتماعي، بحيث انتقلت هذه المؤسسة من مرحلة تقديم العون والمساعدة الى ما هو  عمل اجتماعي وقائي وتأهيلي تشاركي. مع أهمية الاشارة الى أن ما يجعل من مؤسسة التعاون الوطني فاعلا اجتماعيا حيويا على المستوى الوطني،  كونها تقدم سنويا خدمات متنوعة اجتماعية وانسانية لأزيد من نصف مليون شخص في وضعية هشاشة، عبر تغطية ترابية لمختلف العمالات والاقاليم، من خلال شبكة عمل وتدخل تفوق اربعة آلاف مؤسسة ومركز، وحوالي ثلاثة آلاف جمعية شريكة.

إلغاء الاشتراك من التحديثات