تازة بريس
عبد السلام انويكًة
تروم كل ما هو تنمية بشرية مستدامة ومندمجة على صعيد المدينة تازة وتراب الإقليم، ومساعدة الساكنة بالمناطق المهمشة والصعبة الولوجية، فضلا عن المساهمة في تعميم التمدرس ما قبل المدرسي واغناء وتجويد التعليم الابتدائي والثانوي، وتقوية اجهزة وخدمات التطبيب ميدانيا، من خلال التكفل بحالات صحية لمرضى وتنظيم حملات تخص فحوصات عدد من الأمراض من قبيل سرطان الثدي والسكري..، فضلا عن جميع ما يخص قطاع الرياضة بأنواعها على مستوى الإقليم عموما خدمة للشباب محليا. تلكم هي جمعية تازة الكبرى للتنمية Association du Grand TAZA Pour Le Développement التي جددت مكتبها المسير إثر جمع عام لها في 25 يناير الأخير بالمكتبة الوطنية بالرباط بعد عرض تقريرها الأدبي والمالي. علما أن ميلادها كمكون جمعوي وطني من أبناء تازة داخل المغرب وخارجه، يعود لسنة 2016 اثر أول زيارة لرئيستها آنذاك نادية البرنوصي ابنة محمد البرنـوصي التازي رحمه الله، الاستاذة الباحثة في القانون الدستـوري بالمدرسة الوطنية للإدارة، وISA و IRAT ، والأستاذة الزائرة بمؤسسات جامعية اجنبية من قبيل: جامعة مونبليي وجامعة إيكـس أون بـروفانس بفرنسا..، فضلا عن كزنها نائبة رئيس الأكاديمية الدولية للقانـون الدستـوري وعضـوة اللجنة التنفيذية للرابطة الدولية للقانون الدستوري، والعضو في هيئة تحرير المجلة الفرنسية للقانون الدستوري، وقد كانت ضمن من اسهموا في إعداد دستور 2011.
جمعية تازة الكبرى هذه بعد تسع سنوات من الاسهامات والتطلعات لفائدة تازة الاقليم، تروم في اشتغالها وأوراشها إن التي أنجزت على أرض الواقع أو المبرمج منها والمتوقع القيام به خلال هذه السنة والسنوات القادمة. تروم في تدخلاتها أسلوب التدرج والشمولية وكذا درجة التجاوب مع حاجيات المنطقة على المستوى الحضري والقروي من خلال اشراك الفاعلين المحلين، وعيا بكون أهداف ما هناك من أوراش وطموحات لا يمكن بلوغها سوى عبر ما ينبغي من عمل تشاركي مع مختلف المعنيين محليا، علما أن تنزيل هذه الأوراش والتدخلات منه من يتوزع على مدى قصير ومتوسط وبعيد في ارتباط بلجان مشرفة متتبعة ( التربية والتعليم، الصحة، الرياضة، الثقافة..). من اجل هذا وذاك من تطلعات جمعية تازة الكبرى للتنمية، الرمت هذه الأخيرة جملة اتفاقيات مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة تازة، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس مكناس، المؤسسة المغربية للتعليم ما قبل المدرسي منذ 2017. ومن هنا ما تضمنه تقريرها الأدبي، من تدخلات لفائدة الشأن التعليمي بتازة، وما حصل على مستوى ثانوية ابن الياسمين تحديدا من خلال توفير 70 جهاز حاسوب محمول توجد ضمن موارد المؤسسة، فضلا عن دعم لفائدة مكتبتها المدرسية وقد شمل عددا هاما من الكتب والوثائق ساهمت بها القنصلية الفرنسية بالمغرب، فضلا عن تنظيم منتدى خاص بتلامذتها بدعم من الجامعة الأرومتوسطية بفاس. وعما هو اجتماعي عملت الجمعية على تجهيز دار الطالبة بتازة بعدد من الحاجيات، من قبيل لوحات الطاقة الشمسية وعدد من الأسِرة والأغطية وغيرها. وفي المجال الصحي نظمت قافلة متعددة التخصصات استهدفت عددا من نقاط الاقليم القروية، من قبيل مركز ملال، اجدير، بورد، سيدي علي بورقبة، كاف الغار، أحد مسيلة، الطايفة ثم جماعة البرارحة. وضمن هذه القافلة والحملة الطبية تم اجراء عملية جراحية خاصة بعدسة العين، بتعاون مع مؤسسة محمد السادس، هذا فضلا عن هبة من قبل جمعية إنسانية لداء السكري عن مدينة الرباط. وفيما يهم شأن تازة الثقافي كانت للجمعية اتصالات وزيارات عدة لوزارة الثقافة، من اجل تصنيف تراثها الحضاري المادي واللامادي، مع أفق تسجيل جامعها الأعظم كتراث عالمي لمنظمة اليونسكو. فضلا عن طبع اعمال فكرية وثقافية ودعم تثمين العمل الإبداعي والمبدعين، من قبيل ما حصل مع الفنان التشكيلي العصامي”احمد قريفلة” رحمه الله قبل حوالي السبع سنوات. وتجاه ما هو رياضي بالاقليم يسجل لجمعية تازة الكبرى، ما أسهمت به لفائدة فريق القدس الرياضي لكرة القدم عبر ما وفرته له من تجهيز وحاجيات.
جمعية تازة الكبرى التي جددت مكتبها المسير إثر جمع عام انعقد مؤخرا بالرباط، وقد جاء كالتالي: الرئيسة الشرفية الدكتورة نادية البرنوصي، الرئيسة الدكتورة سعاد البرنوصي، نائب الرئيسة الدكتور سعيد الأزرق، امين المال احمد السلواني، نائبه أبو اقاسم الشبري، الكاتبة العامة سامية غميميد، نائبتها أسماء البرنوصي، ومن المستشارين هناك عزيز قيشوح، عبد الغني غميميد، نعيمة لمرابط، عمر الخياري ثم عبد الواحد كرومي. جمعية تازة الكبرى هذه بعد مسار بحوالي عقد من الزمن، لا شك انها بتجارب وتفاعلات وتراكمات وخبرة وخبراء، مدعوة الآن بعد تجديد مكتبها لمزيد من البذل والعطاء لفائدة ما هو تنمية ترابية محلية، ولمزيد من العمل والاجتهاد ابرازا منها لعمق المنطقة الثقافي الحضاري التراثي، في أفق ما ينبغي من تسويق لمؤهلاتها العالية المستوى بما في ذلك المؤهل التاريخي والطبيعي السياحي، وفي أفق ايضا رد الاعتبار اليها باعطائها المكانة التي تليق بعظمتها كمدينة مغربية اصيلة بتاريخ يمتد لحوالي الثمانية قرون، وكإقليم كان بدور وطني هام في سنوات الكفاح الوطني من اجل الاستقلال. هذا طبعا بتعاون مع السلطات المحلية والهيئات المنتخبة وأبناء تازة من الباحثين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وغيرهم، ومن خلال ما ينبغي من أوراش وبرامج عملية اكثر انسجاما مع رهانات الساكنة. مع أهمية الاستفادة مما طبع الجمع العام الأخير من نقاش صريح وعميق، ومن أفكار ومقترحات وتقاسم لسبل تنمية المنطقة وحاجياتها واكراهاتها.
ولا شك ان ما طبع لقاء الجمع العام الأخير من إشارات وانتظارات ومقترحات، هو بقدر كبير من التحفيز والأهمية والقيمة المضافة لفائدة الشأن الاجتماعي والتنموي الترابي والرياضي والثقافي والتربوي التعليمي .. بالإقليم، إن هو حضي بما ينبغي من تشارك وفعالة وتدخل مؤسس وعمل تشاركي وإجراء وتنزيل، مع بحث عما هو داعم من موارد مالية رافعة. ولا شك ايضا أن ما تحتويه جمعية تازة الكبرى للتنمية ما شاء الله من الأطر العليا، من أبناء تازة وبناتها من الخبيرات والخبراء الرفيعي المستوى، ومن الفاعلات والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والثقافيين والرياضيين والاعلاميين والفنانين والباحثين على عدة مستويات. لا شك أن هذا الغنى والتنوع التازي من الأطر الرفيعة الموقع والخبرة والتجربة والعلاقات، طاقة رافعة من شأنها المساهمة بنصيبها وقدرها وبصمتها في تغيير واقع المنطقة نحو الايجابي الأهم، وتنميتها باعطاء ساكنتها نفسا جديدا ومساحة أمل وحلم عبر إبراز مؤهلاتها وتفرداتها وتميز طاقات ومواهب شبابها على كل الأصعدة، وعبر ايضا ما ينبغي من تدبير ترابي وحكامة ومشاريع رافعة بما في ذلك ما يخص أفق المجال السياحي الثقافي والطبيعي.