تازة بريس
يعيش المركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجة وضعًا شاذًا غير عادي منذ أكثر من سنة، عقب انفجار فضيحة الفساد الإداري والمالي التي كان يعاني منها. هذا ما قالته نقابة الجامعة الوطنية للصحة بتازة، مشيرة إلى أن جميع مناصب المسؤولية والتدبير لا تزال شاغرة أو يشغلها موظفون بالنيابة وبصفة مؤقتة. الهيئة النقابية ذاتها كشفت في بلاغ لها، أن منصب مدير المؤسسة يشغله حاليًا مدير مؤقت بالنيابة، وهو الرابع في ظرف سنة واحدة. موضحة أن أي مدير يُعيّن في هذا المنصب لا يمكث فيه سوى أشهر قليلة قبل أن يطلب الاستقالة، بسبب كثرة المسؤوليات وغياب فريق عمل من الأطر التسييرية. مضيفة أن منصب رئيس قطب الشؤون الإدارية والمالية، يشغله بصفة مؤقتة وبالنيابة رئيس مصلحة الشؤون المالية بمندوبية الصحة. وأن هذا الأخير يعتبر عمله بالمستشفى عبئًا إضافيًا، وهو ما يجعله قليل الحضور ويدفعه لتفويض مهامه وصلاحياته بطرق غير رسمية وغير قانونية، لأحد موظفي إدارة المستشفى المعروف بسوء سمعته. مشيرة إلى أن هذا الموظف يحتكر تدبير الصفقات وتوزيع التعويضات بطرق مشبوهة.
الجامعة الوطنية للصحة بتازة سجلت أيضا، شغور منصب رئيس قطب الشؤون الطبية، ومنصب رئيس قطب الشؤون التمريضية الذي يشغله شخص مكلف بالنيابة، إضافة إلى شغور منصب رئيس مصلحة الاستقبال والقبول. مؤكدة تعطل جميع الهيئات واللجان الخاصة بالتدبير والدعم، ومبرزة أن المستشفى الإقليمي تم إفراغه من كوادره الصحية والإدارية، حيث تم تحويل الموارد البشرية المعينة به للعمل في إدارة مندوبية الصحة التي تشهد فائضًا في الأطر الصحية. مضيفة أن بناية المندوبية رغم أنها من أكبر مقرات مندوبية الصحة في المغرب، أصبحت لا تستوعب هذا العدد الكبير من الأطر. النقابة ذاتها اشارت إلى وجود اختلالات كبيرة في صفقات التزود بالأدوية، مما يؤدي إلى انقطاعات متكررة في العديد من المستلزمات الطبية والأدوية، بما فيها الأدوية الحيوية. مؤكدة أن هذه الانقطاعات تعرّض حياة المرضى للخطر، فضلًا عن انقطاع إجراء العديد من التحاليل الطبية الأساسية بسبب نقص المواد التفاعلية، تعطل الأجهزة وغياب الصيانة. موضحة أن هذه المشاكل أثرت بشكل سلبي على جودة الرعاية الصحية وزادت من أعباء المرضى، خصوصًا مع استغلال بعض المختبرات الخاصة للطلب المرتفع وحالة الاستعجال بمضاعفة أسعار التحاليل. متحدثة عن تأخر مفرط في مواعيد الاستشارات الطبية المختصة، والكشوفات بالصدى (الأشعة فوق الصوتية)، وفحوص السكانير، والتدخلات الجراحية بسبب نقص الأطر الصحية وسوء تدبير المواعيد ونقص المعدات وتأخر الصيانة. لافتة منبهة لتوقف إجراء فحوصات السكانير والكشف بالموجات فوق الصوتية ليلاً وخلال عطلات نهاية الأسبوع، والذي يضطر معه المرضى للانتقال لمستشفيات فاس.