تازة بريس
حول مشكلة الاكتظاظ التي تعرفها المقابر كما حال تازة ومن اجل حلول عملية مستدامة وفي مبادرة عملية تستحق التعميم وطنيا، قررت السلطات المحلية بجماعة سيدي حجاج واد حصار إقليم مديونة (ضاحية الدار البيضاء)، اعتماد الطاقة الشمسية لإضاءة المقبرة الجديدة “الاحسان” التي يجري بناؤها حاليا، والتي تقدر تكلفتها بـ 6.5 ملايين درهم. المقبرة الجديدة والتي تشيد على مساحة تتجاوز 108 هكتارا، هي نتاج شراكة بين مجلس جهة الدار البيضاء- سطات والمديرية العامة للجماعات الترابية وبلدية سيدي حجاج أولاد حصا، علما أن الأرض التي ستقام عليها المقبرة هي عبارة عن هبة من أحد المحسنين. وستستوعب هذه المقبرة الجديدة حوالي 44 ألف ضريح على مدى 30 سنة، وفقا للإحصائيات الرسمية. ويعد اعتماد الطاقة الشمسية في إضاءة المقبرة الجديدة خطوة جريئة ومبتكرة، حيث يساهم في ترشيد استهلاك الطاقة ويعكس الاهتمام المتزايد بالاستدامة والبيئة في المغرب. ويشكل هذا المشروع نموذجا يحتذى به في مجال التجهيزات الجماعية، ويمكن أن يكون حافزا لتعميم هذه التجربة على مستوى باقي المقابر بالمملكة.
فأين تازة عموما وجماعتها الحضرية من مثل هذه المبادرات العملية والإنسانية والاجتماعية، بعدما امتلأت معظم مقابر المدينة عن آخرها وفي غياب خطط بديلة على ما يبدو من قبل المسؤولين المحليين، بحيث لم يعد إيجاد قبر لدفن قريب فارق الحياة أمرا سهلا بالنسبة لساكنة تازة، وهو ما يدفعها للاجتهاد من أجل إيجاد مساحة لدفن أقربائهم سواء ما بين القبور أو وسط المسالك المتشعبة بالمقبرة. مع ما يسجل حول كون معظم مقابر تازة باتت مغلقة منذ سنوات (مقبرة حي الكًعدة، مقبرة حي السعادة، مقبرة حي سيدي عيسى، مقبرة حي بيت غلام …، وقريبا مقبرة الرحمة بحي الشهداء..)، وما تبقر من المقابر يعيش اكتظاظا كبيرا (مقبرة المصلى بتازة العليا)، حيث أصبحت ساكنة تازة تجد صعوبة في الحصول على قبر لدفن أقربائها، رغم النداءات المتكررة من اجل التدخل لتوفير وعاء عقاري جديد لدفن موتى المدينة.