تازة بريس
هناك غياب لمناخ عمل تحفيزي يخص الرأسمال البشري داخل الوظيفة العمومية بالمغرب، هذا ما سجله المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في تقرير له معنون ب “تثمين الرأسمال البشري بالمغرب في الوسط المهني” ، مبرزا أن الوظيفة العمومية لا تتمكن من استقطاب كفـاءات عليـا والاحتفاظ بها مقارنة مع القطاع الخاص، رغم أنها تتشكل بنسـبة كبيرة مـن حاملي الشـواهد ورغم ما هناك من ارتفاع نسبي لمتوسط الأجر الشهري. وأرجع المجلس الاقتصادي سبب ذلك للسياسة الأجرية شـبه الجامدة التي لا تواكب العرض والطلـب، والتي تعتمد بشكل كبير علـى نظام الترقية القائم على سنوات الأقدمية دون اعتراف بمهارات وخبرات الموظـف. منتقدا في تقريره كون منظومة الأجر تخلق التباين بين الأجور حيـث يضاعـف الحد الأقصى من الأجور 21 مرة الحد الأدنى منها. مبرزا أن الوظيفـة العمومية تشوبها نقائص تحول دون توفيـر ظـروف العمل المحفـزة علـى الإنتاجية والإبداع، مقارنـة مـع الوظيفـة العمومية فـي دول رائدة ككوريا الجنوبيـة وكندا وفرنسا، إذ تفتقـر لنظام تقييـم سـنوي للأداء، يكـون قائما علــى مؤشـرات واضحة ودقيقة، تعكس أداء الموظف. لافتا الانتباه لغياب مبدأ التناوب في شغل مناصب المسؤولية، الشيء الذي يقلص بحدة مــن فرص الارتقاء الوظيفي. إلى جانب ذلك، يتـم اعتماد مقاربات تقليديــة عمودية فــي تدبيــر الـوارد البشرية، ترسخ مبـدأ البيروقراطية والتسلسل الهرمي فـي اتخـاذ القرار وتجزئة المصالـح والأقسام، ولا تتوفر علـى آليات لتكوين الخلـف وانتقال الكفاءات.