تازة بريس
أورد الأستاذ المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسة والقانون الدستوري عمر الشرقاوي في تدوينة له بصفحته على الفايسبوك، أن الصحافة تحولت الى مهنة من لا مهنة له، وقبلة لتطفل العديد من العاطلين عن العمل وملاذا منقطع النظير من طرف غرباء ومتطفلين على المشهد الإعلامي. مضيفا أن الغريب في الأمر أن سؤال من هو الصحفي المهني؟ حتى وقت قريب كانت الإجابة عنه واضحة هو كل مَن يتوفر على بطاقة منظمة بقانون ويقوم باستمرار في مؤسسة مهنية بإنتاج مواد تحريرية، يتم نشرها أو بثها إلى الجمهور، سواء أكان ذلك ورقيا أو سمعيا أو بصريا أو الكترونيا، لكن اليوم أصبح الجواب عن صفة الصحفي مستحيلا بعدما فتحت أبواب المهنة على مصراعيها، وأصبح الداخل الى هذا المجال بدون قانون أكثر من الخارج منه، فتذبذَبت هذه المهنة ودفعت المواطن الى فقدان ثقته في كل الوسائل الإعلامية، فلا برامج إذاعية تلبي كل احتياجاته ولا برامج تلفزيونية تتطلع لمعظم همومه، ولا جرائد تضطلع بدورها من أجل الإخبار والتثقيف ولا مواقع الكترونية تفي بغرض الثورة المعلوماتية.
والواقع-يضيف- أن كل من أصبح يحمل كاميرا يدوية وميكروفون يغزو أرض الصحافة، وينتحل صفة الصحفي دون أن يسأله احد من أهل الحل والعقد في المهنة والمؤسسات الوصية عن شروط ممارسة الصحافة، ودون أن يلاحقه القانون ودون أن تسأله المؤسسات التي تسخره عن حد أدنى من الدراية، في الكتابة الصحفية وأخلاقيات المهنة. وهكذا ظلت الفوضى سيدة الميدان بل امتد الأمر إلى قيام بعض منتحلي الصحافة من المنحرفين، بابتزاز المسؤولين ورجال الأعمال والسياسيين فحولوها إلى مرتع للاسترزاق ومصدر للاثراء غير المشروع و أفقدوها شرعيتها ومصداقيتها، ليعم الفساد والارتباك وسوء التدبير بعض عوالم”الصحافة”، مما ساهم في الإساءة إلى الحقل الإعلامي والعاملين الغيورين وأفرغ رسالته الإنسانية من أبعادها التنويرية.