تازة بريس
احتفلت فاس يومه الخميس 4 يناير الجاري بيومها السنوي الرابع عشر، الذي ارتأته مناسبة للاحتفاء بماضيها المجيد وتاريخها العريق. يوم احتفالي اعتمدته منذ 2011 بمبادرة من ولاية فاس وجماعة فاس ومجلس العمالة والمنتدى المغربي للمبادرات البيئية ..، مناسبة تروم في برنامجه مناقشة الآليات الكفيلة برفع التحديات التي تواجهها المدينة، لجعلها حاضرة تنافسية ومبتكرة ومستدامة. ولعل فاس هي عاصمة المغرب الروحية والعلمية التي يعود تأسيسها للقرن التاسع الميلادي، مدينة شهيرة بتعدد معالمها الأثرية المادية وتراثها اللامادي، حيث المدارس القرآنية والأضرحة والمساجد والزوايا .. فضلا عن الحرف الأصيلة والمدابغ التقليدية الشهيرة التي تساهم في تعزيز إشعاعها وجاذبيتها على المستوى الدولي. وتسعى مدينة فاس ذات الإرث التاريخي للنهوض بتنميتها المحلية وتعزيز انطلاقها الاقتصادي. كما تطمح الحاضرة الإدريسية التي تزخر بحديقة جنان السبيل التاريخية فضلا عن عدد من المعالم التاريخية لاستعادة مجدها، من خلال برنامج تخص ترميم المعالم الأثرية والمواقع لتاريخية للمدينة العتيقة، ومشاريع عمرانية أخرى تروم الحفاظ على الإرث الحضاري والعمراني.
ويشكل هذا اليوم الاحتفالي الذي يخلد بمساهمة مكونات المجتمع المدني، فرصة للبحث في الآليات الكفيلة بتفعيل الالتزامات الموقعة في 4 يناير 2011 ، لتنزيل المشاريع والبرامج لتحقيق تنمية طموحة تساهم في تنمية ورفاهية ساكنة المدينة. كما يشكل هذا اليوم مناسبة لمناقشة آليات تمكين المدينة من استعادة مكانتها كحاضرة ذكية ومتجددة ومستدامة، من خلال تعزيز الفضاءات الخضراء بمختلف أنحاءها، والتصدي لكل ما يسيء لمشهدها العمراني وفتح نقاش حول آفاق وتحديات تنمية المدينة. فضلا عن ذلك يعتبر الاحتفاء باليوم السنوي لفاس فرصة لتوجيه النداء للجميع كل من موقعه، للعمل على رفع التحديات التي تعيق الإقلاع الاقتصادي للمدينة. ويظل الاحتفاء باليوم السنوي لفاس المصنفة منذ سنة 1981 تراثا عالميا للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو، مناسبة لتكثيف سبل التواصل والنقاش المفتوح حول الوضع الراهن للعاصمة العلمية والرؤية المستقبلية، في أفق استراتيجية تبتغي إقلاعا لمخططات التنمية بالمدينة وتقوية تنافسيتها على كل المستويات التنموية.