تازة بريس
ابو القاسم الشبريي
لماذا تم استثناء تازة من عشرات المشاريع الرياضية خاصة في باب البنيات التحتية !؟، على مدى سنوات ونحن نشاهد بإعجاب وطرب مسؤولين جامعيين يشرفون على افتتاح ملاعب، ليس فقط في مدن متوسطة وصغيرة بل حتى في قرى منتشرة في كل أنحاء المغرب. طربنا لكل تلك المشاريع الرياضية في أقصى مناطق البلاد، من باب افتخارنا بنهضة مغربية تشمل كل المجالات. ولأننا مناضلون فقد طربنا لتلك المشاريع لأنها حاولت تحقيق عدالة مجالية ظلت دوما تعرف اختلالا مهولا بين مناطق متخمة بمشاريع في كل المجالات الصناعية والتجارية والثقافية والعلمية والاجتماعية مقابل مناطق أخرى منسية كثير منها لا تتوفر لها حتى طرق المواصلات الثلاثية والجهوية والإقليمية والقروية. فإلى متى تظل تازة تتوسل، وهي ليست بالضعف الذي يميز من يتوسل !؟. في المجال الرياضي، إذا كان فريق قدس تازة يمثل اليوم المدينة والإقليمي دوري الدرجة الأولى هواة، فإن فريق جمعية تازة كان له باع طويل في بطولة القسم الثاني، وهو الفريق الذي أنجب أسطورة كرة القدم المغربية مصطفى البياز، وعبد الكريم الحضريوي، ونجوم أصابهم الغبن زمن سياسة المغرب غير النافع، من أمثال حمادة (برايتن) والحارس العياشي وزغيبو، والصابون الذي كان يفوق مستوى عزيز بودربالة في المراوغات ولذلك لقبه التازيون بالصابون. وللتذكير أيضا بصابون تازة زمن العز والأمجاد. تازة، مدينة وإقليما هي أيضا التي ينتمي إليها لاعبو المنتخب الوطني من أمثال سفيان بوفال وجواد الزاييري ويونس بلهندة وعادل تاعرابت ومحمد العزوزي وأشرف بنشرقي، ولاعب المنتخب الجزائري اسماعيل بناصر، والحكمة بشرى الكربوبي، إضافة إلى عدائين عالميين من أمثال خالد السكاح. بينما كماتشو فأخواله أيضا من قبائل تازة، مثله مثل مولاي أحمد الوكيلي رائد الآلة. وتطول اللائحة ولا ينتهي المقال إن نحن دخلنا في سرد أسماء أبناء وبنات إقليم تازة الدين ملؤوا الدنبا في عوالم العلوم والفن والثقافة والسياسة والعسكر. ولن تكفي مجلدات إن نحن دخلنا في إعادة كتابة التاريخ المجيد لتازة وإقليمها وما يتوفر للمنطقة من تراث ثقافي مادي وغير مادي ومن تراث طبيعي قل نظيره. كل هذا لا يدخل في منظومة حكومات المغرب المتعاقبة لاستثماره على الأقل في تفعيل الحركة السياحية بالمغرب. فإلى متى تظل تازة تتوسل، وهي ليست بالضعف الذي يميز من يتوسل !؟
باحث أثري