تازة بريس

“مشاهد من زمن الوباء والغلاء بالمغرب” جديد اصدارات الأستاذ المهداوي

-

تازة بريس

إصدار جديد موسوم ب “مشاهد من زمن الوباء والغلاء بالمغرب” للأستاذ الباحث في التراث عبد الواحد المهداوي، يندرج في إطار ما يسمى بأدب وتاريخ الجوائح. إسهام يروم من خلاله صاحبه تدوين التاريخ الراهن، وإغناء المكتبة الوطنية في حقلي التاريخ والأدب. وقد وظف الكاتب في مؤلفه مجموعة من الفنون الأدبية تجعل القارئ يغوص في أعماقه، ويعيش معه أحداثا مروعة عرفها المغرب وسائر البلدان خلال السنوات الأخيرة، بسبب تفشي وباء كورونا وما تلاه من غلاء كبير في كلفة الحياة. ولعل من الصنوف الأدبية التي وظفها في هذا المؤلف، نجد المقامات الأدبية التي كادت أن تنقرض من الإنتاج الادبي المعاصر، والتي شكلت في الماضي أداة لتوصيف الظواهر المجتمعية ووسيلة للمبارزة الأدبية بين المفكرين والأدباء. كما أثث الكاتب والشاعر عبد الواحد المهداوي، متن هذا مؤلفه بقصائد شعرية وفق البحور الخليلية، التي توخى منها تدوين الحوادث التي عاصرها والمشاهدات التي عايشها بقصائد شعرية تمتح من معين الشعر القديم. ورغبة منه في إحياء التراث الادبي القديم، استعمل الكاتب في مؤلفه أسلوب السجع الذي زاده جمالية في الاسلوب بفعل كثافة الصور الأدبية والشعرية التي ازدانت بها صفحاته.

 كتاب “مشاهد من زمن الوباء والغلاء بالمغرب” يتضمن ما يزيد عن عشرين مشهدا تؤرخ للحظات صعبة عاشها المغاربة زمن كورونا وزمن استفحال الغلاء بالبلاد، والتي تم توثيقها بأسلوب أدبي رائق يجعل القارئ من الجيل الحالي يسترجع تلك المشاهد بتفاصيلها، ما يجعلها مادة تاريخية بقدر كبير من الأهمية والرمزية للأجيال اللاحقة التي لم تعاصر الأحداث المروية. وقد ضمن الكاتب مؤلفة مشاهد ما هي من الوباء ولا من الغلاء، لكنها وقائع حدثت زمنهما، متفاعلا معها بأسلوب ادبي كمشاركة المغرب في بطولة كأس العالم بقطرعام 2022، واستشراء متابعة كرة القدم في المقاهي التي خصص لها مقامة أدبية، فضلا عن تقنين الصناعات المرتبطة بالقنب الهندي بالمغرب. ليبقى هذا العمل الفكري الأدبي والتاريخي، عموما، إسهاما بقيمة مضافة في إغناء المكتبة المغربية بنصوص نوعية، وحلقة من حلقات التأليف التي دأب عليها الباحث عبد الواحد المهداوي الذي بجملة مؤلفات صدرت له في حقل التاريخ والأدب والمعمار والقانون.

إلغاء الاشتراك من التحديثات