تازة بريس
متى تصبح الجماعة الحضرية لتازة وتعلن وتقرر إتاحة جميع مواقف السيارات مجانا بكل تراب الجماعة، معلنة لعموم الساكنة وزوارها أن مواقف السيارات بجميع شوارع المدينة وفضاءاتها العمومية، باتت مجانا من جانبها عبر إعلان انهاء وجود سلطتها وعدم مسؤوليتها عن أية عملية حراسة في أماكن عمومية، باستثناء ما يخص بعض المرافق التي تقتضي ذلك وفق دفتر تحملات وواجبات واضحة محددة بالقانون، إسوة بما أقدمت عليه في هذا الشأن بعض الجماعات الترابية.
يذكر أن وضعية توقف السيارات بالشارع العمومي بتازة، بلغت حالة مقلقة خلال السنوات الأخيرة بسبب ما يملأ أزقة المدينة وشوارعها طولا وعرضا فضلا عن فضاءات المدينة وساحاتها، من أصحاب سترات صفراء (حراس سيارات) غير قانونيين. وهو الواقع الذي جعل المدينة من اقصاها الى اقصاها تحت رحمة وسلوك هؤلاء، أمام أعين الجميع سلطات محلية ومنتخبين وغيرهم. ومن ثمة ما ينتشر من اساليب مضايقات واستفزازات، ناتجة عن أشخاص يرتدون”سترات صفراء”، يسمون أنفسهم حراس سيارات بمختلف الشوارع والأزقة، بل يفرضون إتاوات عشوائية وبشكل قسري على مواطنات ومواطنين يضطرون لركن سياراتهم بأماكن عمومية، يفترض أن تكون خاضعة في تدبيرها للمجلس البلدي بالقانون، أو مفتوحة بشكل مجاني للمواطنين. علما أنه لا يمكن فرض أي مقابل مادي عن هذه الخدمة، إلا بمقتضى نصوص القانون المنظمة.
سلبية ظاهرة أصحاب السترات السفراء (حراس السيارات)، باتت مثيرة لاستياء المواطنات والمواطنين، وزوار المدينة، جراء ما يتعرضون له من سوء معاملة وابتزاز يتحول أحيانا إلى تهديد وسب وشتم. ظاهرة تطورت إلى استغلال بعض الأشخاص (اصحاب السترات الصفراء) لظروفهم الاجتماعية الهشة ، وبالتالي ابتزاز وتهدید مستعملي الأماكن العمومية للمدينة ومنع المواطنين من ركن سياراتهم، إن هم رفضوا أداء إتاوات غير مشروعة يحددونها بشكل مزاجي ومتعسف، في غياب أي مراقبة أو تدخل من الجهات المعنية. وهي الحالة والوضعية التي تقتضي اتخاذ تدابير واجراءات من قبل وزارة الداخلية، حماية للمواطنات والمواطنين من سلوكيات هؤلاء المستفزة، والذين يعملون ويتواجدون في هذه الأمكنة العمومية بشكل غير قانوني، فضلا عما يترتب عن سلوكاتهم أحيانا من شجارات وحوادث مأساوية.