تازة بريس
عبد السلام انويكًة
من هناك حيث أكنول واكًزناية التي بتراث رمزي وذاكرة وطنية غنية عن التعريف، وحيث مقدمة جبال الريف التي بكنوز بشرية عدة وخصوصية بيئية وموارد فلاحية وامتدادات غابوية بمرتفعات شمال إقليم تازة. من هناك تطل شجرة اللوز بتلك الربوع عبر دورة تاسعة لمهرجان اللوز على امتداد أيام 15- 16- 17 نونبر الجاري. وقد توزع برنامجها الاحتفائي على فقرات وأنشطة موازية عدة جامعة بين جملة رهانات واسئلة وتطلعات وسبل تنمية، استهدفت جميعها تثمين شجرة اللوز المباركة بالنظر اليها كقاطرة للتنمية والاستدامة وأفق استشرافي اكثر انسجاما مع وسط قبيلة اكًزناية الجغرافي، فضلا عما ينبغي من مزيد تهيئة وهيكلة لبنيات انتاج وفاعلين وتعاونيات ونفع مشترك، وكذا مراكز قيادة لمشاريع ذات صلة بشجرة اللوز التي تعد واحدة من رموز الهوية المحلية.
ولعل بقدر ما يطبع المنطقة منذ القدم من مكانة وشهرة تخص شجرة وفاكهة اللوز وطنيا ومغاربيا، بقدر ما هناك من حاجة لورش مواكب اكثر طموحا في أبعاده، تفاعلا مع ما هناك من مؤهلات ومقدرات طبيعة وموروث/ تراث فلاحي رافع لتنمية محلية مستدامة، فضلا عما ينبغي أخذه بعين الاعتبار على مستوى ما هناك من تحولات وتغيرات بيئية مناخية مائية بكيفية خاصة. ولعل من فقرات الاحتفاء بشجرة اللوز ضمن مهرجان اكنول في نسخة تاسعة، ندوة علمية اطرها باحثون ومهتمون من أبناء المنطقة وجوارها، تلك التي توزعت مداخلاتها وأوراقها على محاور متكاملة من قبيل : شجرة اللوز كهوية وما تقتضيه من التفات وعناية وانصات وتشبت، باعتبار هذه الهوية قاطرة للتنمية بدائرة اكنول. وعلى عنصر التراث المحلي كرافعة لورش التنمية المحلية ممثلا فيما تزخر به المنطقة على مستوى شجرة اللوز كخلفية بيئية وثقافية واقتصادية واعدة، ثم شجرة اللوز هذه البصمة الترابية المحلية في علاقتها بالتغيرات المناخية ومسألة الاجهاد المائي في علاقة بسلاسل الإنتاج. ولعلها المداخلات التي سنعود اليها بنوع التفصيل تنويرا للقراء والمهتمين وتعميما للفائدة واغناء للنقاش والرأي والمقترح، حول هذا الأفق الترابي الخاص بشجرة الللوز على صعيد مركز اكنول ومجال قبيلة اكًزناية ككل بشمال إقليم تازة. مع أهمية الإشارة لما طبع ندوة ندوة اكنول بهذه المناسبة على امتداد حوالي ثلاث ساعات، من حضور معبر ونقاش واسع بكثير من الأهمية والقيمة المضافة، وقد استحضر هذا النقاش وجهات نظر وانشغالات الساكنة المحلية تحديدا منها الفلاحين والمستثمرين في المجال، والتي من المهم والمفيد الانصات اليها من قبل الجهات الوصية على القطاع الفلاحي إقليميا وجهويا، فضلا عن المنتخبين الذين ينبغي أن يكونوا صلة وصل واطراف داعمة عبر نقل أصوات وانشغالات وحاجيات الفلاحين والمستثمرين في هذا المجال محليا، من اجل مساهمة الجميع كل من موقعه لثمين شجرة وإنتاج اللوز وجعله آلية ومحركا وأفقا واعدا للتنمية التي تنشدها المنطقة.
ويسجل أنه رغم ما هي عليه المنطقة من تراكمات وتطورات وعناية خلال السنوات الأخيرة، فإن من شأن ما يتوفر لشجرة اللوز من بيئة ترابية مناسبة وثقافة ووجدان محلي مواكب ةتشبت وتراث رافع، أن يجعل هذه الشجرة المباركة ومن انتاجها وبصمتها بموقع أكثر أهمية ووزن ووقع على الاقتصاد المحلي ومستوى عيش الساكنة المحلية مقارنة مع ما هو كائن. وعليه ما طرح في هذه الندوة حول مستقبل القطاع في عدد من زواياه التي ينبغي أخدها بعين الاعتبار لجعل شجرة اللوز ببصمة ترابية وصدى دولي إسوة بما هناك من تجارب هنا وهناك على الصعيد الوطني. ولعل هذه التطلعات التي أبانت عنها ندوة اكنول التي تمحور جدلها حول شجرة اللوز اساسا باعتبارها واحدة من موارد المنطقة، رهين بإعداد وتنظيم يوم دراسي علمي بأوراق هامة وعميقة ورؤية حول اقتصاد اللوز وسبل الإغناء والتنمية، وهو ما ينبغي أن يكون بحضور معبر واسع لأهل الشأن من مستثمرين وخبراء اقتصاد وتجارب وباحثين ومهنيين ومصالح وصية عمومية اقليمية وجهوية فضلا عن ممثلين لفلاحين مستغلين ميدانيين وجمعويين محليين واعلاميين، وغيرهم ممن يمكن ان يكون بقيمة فكرية وتنموية مضافة، في أفق تطارحات ونقاش ومقترحات وتوصيات وملفات متكاملة واقعية وعملية، والتي من شأن رفعها للجهات المعنية إقليميا جهويا ومركزيا، احاطة هذا الورش الفلاحي الإنمائي ممثلا في شجرة اللوز على صعيد مركز اكنول بمزيد من الالتفات والدعم والوعي والتثمين والثقة خدمة للمنطقة ولبصمتها الترابية المنشودة ضمن رؤية تنموية ادماجية ومندمجة رافعة.
