تازة بريس

عندما تتحول المهرجانات إلى أولوية على حساب حاجيات التنمية المحلية ..

-

تازة بريس

تتكرر كل موسم صيف ظاهرة إنفاق رؤساء الجماعات المحلية مبالغ مالية كبيرة على تنظيم مهرجانات هنا وهناك بمدن وبوادي، في حين تعاني هذه الجماعات من تهميش بنيوي وغياب عدد من مقومات العيش الكريم للساكنة. وغالبا ما تقدم هذه التظاهرات (البهرجانات الموسيقية والاستعراضية) على أنها “احتفاء بالتراث”، لكنها لدى بعض المنتخبين وسيلة موسمية للظهور الإعلامي والاجتماعي، في ظل غياب أي حصيلة تنموية فعلية تعكس عملاً مستدامًا. فبعض المسؤولين المنتخبين يغيبون طيلة السنة عن الاهتمام بهموم السكان ولا يظهرون إلا في الصفوف الأمامية لهذه المهرجانات، تاركين خلفهم مشاكل متراكمة مثل الإنارة العمومية، الحفر في الطرق، وتعثر مشاريع الماء والكهرباء فضلا عن نقص الخدمات الصحية والتعليمية. والأمر الأخطر يكمن في استنزاف أموال ضخمة من ميزانيات جماعات تعاني أصلاً من محدودية الموارد، دون وجود آليات واضحة للرقابة أو معايير شفافة في صرف هذه الاعتمادات. ناهيك عن حقيقة حجم الأموال المصروفة على هذه المهرجانات، ولا كيف تتم عمليات تفويض الصفقات أو توزيع الدعم، وسط صمت مريب من المجالس المحلية ومجالس المحاسبة. هكذا تبدو الأولويات في التنمية المحلية مقلوبة، حيث تتحول المهرجانات الموسمية إلى أولوية على حساب الحاجيات الأساسية للمواطن خاصة بالوسط القروي.

إلغاء الاشتراك من التحديثات