تازة بريس
عبد السلام انويكًة
وطن شبابٍ بامتياز هو المغرب الذي تتجاوز نسبته به 50%، ولِما هو عليه هذا المعطى من رمزية وتقدير وقيمة مضافة مجتمعية كان دوما ولا يزال بعناية خاصة ملكية. عبر ما هناك من مساحة مشاريع مهيكلة مفتوحة لفائدة هذه الفئة من المجتمع، من أجل ما ينبغي أن يكون لها من أثر وبصمة واسهام في بناء مناحي مسيرة البلاد وأوراشها وتطلعاتها التنموية. وعيا بما لهذا الشباب الذي بمثابة رأسمال البلاد الحقيقي من طاقة هي بحاجة لثمين وتوجيه ودمج وتبصر وإيجابية، رافعة لكل طموح وتغيير ونمو واستشراف لمستقبل ومن ثمة من نهضة. ولعل وفق هذه الرؤية تمت بلورة مفهوم “المتطوع” الذي بادرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الثقافة والشباب والتواصل، لترجمته ضمن برنامج وطني بات الانخراط فيه باهمية عالية لتحقيق ما يتقاسمه من غايات نبيلة، لما لهذا المفهوم الطموح من علاقة وثيقة بقيم مواطنة وحاجة لتربية ناشئة على روح المبادرة. إذ بفضل ثقافة وقناعة ووعي وسلوك التطوع وبفضل تحفيز فعل المبادرة، يتقوى تطلع الشباب صوب كل تحرر وارتقاء رافع لادماجهم مهنيا واقتصاديا ومجتمعيا. مع ما يسجل حول كون العمل بمفهوم المتطوع هو بمثابة عمل بنظام خاص ضامن لنوع من الشراكة، بين ما هناك من مؤسسات عمومية وهذه الفئة من المجتمع لرسم معالم جديدة ليس فقط لمغرب اليوم انما أيضا لمغرب غد وفق ما يقتضيه الأمر من تكامل طاقات ورؤى واهداف، في أفق مجتمع قائم على ثقافة ابتكار وخلق ثروة وصناعة مستقبل. مساعي استراتيجية وغيرها هو ما تروم تحقيقه جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وما يحتويه برنامج رئاستها التنموي، الذي بقدر ما جعل الطالب في صلب كل ورش بل محور كل مبادرة، بقدر ما فتح لفائدته من اوراش ابداع وفنون ومختبرات بحث واقسام تكوين وتأطير وملاعب رياضية، لسقل مواهبه واغناء قدراته ومن ثمة مساعدته على ولوج عالم المقاولة وسوق الشغل ومتطلبات الحياة.
عبارات وإشارات وغيرها استهل بها عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس الدكتور سمير بوزويتة، كلمة له بمناسبة حفل افتتاح لقاءات المواطنة التي تستضيفها رحاب كلية الآداب والعلوم الانسانية سايس فاس في الفترة ما بين 20 يوليوز الجاري الى غاية 27 منه. على وقع حضور شبابي جهوي مكون من 644 مستفيد ومستفيدة عن مختلف عمالات وأقاليم جهة فاس مكناس، فضلا عن مساحة معبرة من اطر ومسؤولي المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل. مضيفا أنه في ضوء استراتيجية رئاسة الجامعة ذات الصلة، تعمل كلية الآداب سايس فاس على ترسيخ ثقافة التطوع لدى طلبتها عبر توفير وضعيات وفرص سانحة تخص مجالات الفكر والابداع والرياضة وغيرها، لاكتساب تجارب وخبرات مكملة لكل تكوين وتأطير. ولعل لقاءات المواطنة هذه برحاب كلية الآداب سايس فاس تأتي تفعيلا لاتفاقية شراكة مبرمة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وفي اطار تنظيم البرنامج الوطني لــ”التطوع” في نسخته الثانية 2024، الذي يروم تأهيل شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة، وجعلهم بمبادرات تطوعية من اجل ما ينبغي من تنمية ذاتية وجماعية، فضلا عن تعزيز روح المسؤولية والمواطنة ونشر ثقافة التطوع لديهم. علما أن برنامج “متطوع” الوطني في نسخته الثانية يتوزع على ثلاثة مراحل، الأولى منها هي التي تحتضنها كلية الآداب سايس فاس من 21 يوليوز الجاري الى غاية 27 منه، وتهم جوانب التوعية والتثقيف المواطن لتعزيز مشاركة الشباب وتطوير معارفهم ومهاراتهم، عبر سبل دمج مناسبة في أفق خدمات اجتماعية وبيئة آمنة محفزة، وجيل من الشباب المغربي على درجة من التفاني والعمل التطوعي، فضلا عما هو ابتكار وقدرة مقترح وتقديم حلول رافعة للوطن.
وكان محمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، قد ذكر أن برنامج “متطوع” الذي يستهدف الشباب، يروم مساعدة هذه الفئة من المجتمع على تطوير قدراتها الابداعية ومواكبتها لتحقيق مشاريعها وطموحاتها وتطلعاتها. موضحا بمناسبة افتتاح معرض أندية التطوع المنظم في إطار اللقاء الوطني الأول لشباب برنامج “متطوع” الذي انعقد بالمركز الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة شهر مارس الأخير تحت شعار “التطوع. مواطنة وتضامن”، أن هذا البرنامج الذي يساهم في توعية الشباب بحقوقهم وواجباتهم، يسعى لجمع والتقاء شباب متطوع عن مختلف جهات البلاد لتقاسم التجارب والمعارف. مؤكدا على أهمية وقيمة العمل التطوعي، وما يمكن أن يسهم به من تكافل وتعاون كخصال أصيلة متجذرة في المجتمع المغربي. وأن برنامج “متطوع” الذي اطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل، يروم من خلال أنشطته وأوراشه إشراك أزيد من 5000 شابة وشاب من جميع ربوع المغرب، عبر مرحلتين الأولى منها تهم التكوين وهي التي تحتضنها رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس على امتداد أسبوع كما سبقت الإشارة لذلك، فيما تشمل المرحلة الثانية من هذا الورش الوطني الشبابي، مجال التطوع. في مجالات البيئة والتنمية المستدامة والتضامن والتعاون والتربية والتنشيط، فضلا عن التراث والثقافة، والصحة وريادة العمل الاجتماعي والرياضي.