تازة بريس
من مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث
إلى السيد وزير الثقافة المحترم
سلاما واحتراما وبعد:
لا يخفى عليكم السيد الوزير المحترم ملف مباني تازة الأثرية ومعالمها الحضارية التي انبنى عليها تصنيف المدينة تراثا وطنيا، باعتبار هذا الشأن من صميم عملكم واختصاصكم ولعلكم على اطلاع بما ينشر حول الوضع المتردي الذي آلت إليه هذه المآثر، التي ظلت تفتخر بها تازة لعقود مضت: من أبراج دفاعية وأبرزها “برج تازة” أو” الحصن السعدي”(البستيون) ومن أبواب داخلية وخارجية ومدارس مرينية وعلوية، ومعالم دينية وفنادق ودور عتيقة وأسوار أحادية ومزدوجة تعود إلى العصرين الموحدي والمريني. وأصبح معلوما لدى الخاص والعام الأوضاع المتردية لهذه المآثر، فمنها ما انهار جزئيا ومنها ما زحف عليه البناء العشوائي، أما القسم الثالث فترك لمصيره المؤسف كجزء من سور باب الجمعة التاريخي وخاصة الأسوار المرينية المزدوجة من جهة الجنوب، حيث اختفى جزء هام من السور التاريخي بكل أسف ومعه الخندق الدفاعي الذي يعود بدوره إلى العصر المريني، بسبب الإهمال أولا وثانيا باعتبار الإلقاء المتعمد للأتربة ونفايات وأحجار البناء دون حسيب أو رقيب، الشيء الذي أدى إلى كارثة اختفاء جزء من السور المريني المزدوج، ويحتمل إذا استمر الوضع على حاله أن يختفي الجزء الباقي ويصبح أثرا بعد عين لا قدر الله، بل وقد يختفي معه برج سارازين التاريخي المشرف على ممر تازة من جهة الجنوب الغربي، لتفقد تازة بذلك جزءا أساسيا من تراثها المتمثل في المآثر التاريخية، مع ما في ذلك من خسارة فادحة للتراث المغربي عموما، عبر معاكسة تامة للتوجيهات الملكية ولكل القوانين والمساطر الهادفة للحفاظ على التراث وتثمينه خدمة للتنمية.
ورغم مظاهر التشخيص والتنبيه التي قام بها مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث وبعض مكونات المجتمع المدني المحلي، ولاسيما تجاه المديرية الإقليمية للثقافة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتطبيق المراسيم والنصوص التي تنص على إنقاذ وخدمة التراث المادي واللامادي باعتباره جزءا جوهريا من هويتنا المغربية، فإن هذه المديرية لم تحرك للأسف الشديد ساكنا رغم أنها المعنية الأولى بهذا الملف. وعليه نلتمس من سيادتكم بما عهد فيكم من غيرة على تراثنا المغربي الأصيل، أن تتدخلوا باعتبار وزارتكم هي الوصية على القطاع في أفق رد الاعتبار لأسوار ومعالم مدينة تازة.