تازة بريس
احمد الشجعي الفنان المغربي والموسيقار والعازف الماهر على آلة الكمان زمن الفن المغربي الأصيل والأغنية المغربية المتوازنة الهادفة الرصينة، ولد بمدينة فاس مطلع ثلاثينات القرن الماضي. بدايته الفنية كانت مع الجوق العصري الذي كان يرأسه الاستاذ الموسيقار أحمد البيضاوي سنة 1954، قبل تأسيسه لجوق المتنوعات سنة 1958 والذي من جملة من انضم اليه من الفنانين المغاربة المتميزين من بين الفنانين عبد الواحد التطواني والراحل احمد الغرباوي الخ ، ليلتحق سنة 1960 بجوق فاس إلى أن وافته المنية رحمه الله.
وأحمد الشجعي الذي ينتمي لجيل الفنانين الموسيقيين الذين وضعوا أولى لبنات الأغنية المغربية، هو بمسار ابداعي متميز بتجارب ساهمت عدة في تكوينه وتأثيث موهبته الموسيقية منذ طفولته، حيث كانت بدايته بانجذابه لآلة الناي، الآلة الموسيقية التي كان ينزوي بمعيتها بين أشجار وطبيعة “جنان السبيل” بفاس أيام شبابه، قبل أن يتوجه بعنايته وحبه وعشقه لآلة الكمان على يد أستاذه بلعيد السوسي .فضلا عن ارتباط اسمه بعدد من المعزوفات الموسيقية التي شكلت منعطفا متميزا في تاريخ وذاكرة الموسيقى المغربية، حيث اشتهر بمعزوفة “فرحة الشعب” و”حبايب”.. ، ومعزوفاته هذه باتت مادة اختبارية لطلبة المعاهد الموسيقية وامتحاناتها. لما كان يميزه من كفاءة عالية ومهارة عزف على الة الكمان، ومن حاسة بحثية وتتبع وتجديد موسيقي. وكان قد التحق بجوق النهضة حيث تفاعل مع عدد من العازفين من قبيل : الجيلالي بن المهدي وادريس الحجوي ومحمد بركام وعبد الله عصامي وغيرهم ..، ومن جوق النهضة انتقل لفرقة الشعاع الموسيقية التي كان يقودها الحاج الغالي الخمسي..، الا أن موهبته في العزف وجتهاداته الفنية أثارت انتباه الموسيقار أحمد البيضاوي، الذي اختاره سنوات الخمسينيات ضمن صفوة العازفين بالجوق الوطني. وحينما قرر البيضاوي إحداث جوق موسيقي بفاس، اقترح عليه المطرب محمد فويتح اسم أحمد الشجعي باعتباره من أمهر الموسيقيين وأكثرهم مقدرة على القيام بمهمة” المايسترو” .
وبتمكن كبير وقد استطاع الراحل أحمد الشجعي منذ عام 1959 قيادة جوق فاس الذي ظل من بين الأجواق العصرية والمتميزة بالمغرب، بحيث كان يسجل سنويا ما بين 40 الى 50 أغنية في السنة، ففي موسم 1970/1971 سجل نحو خمسين قطعة غنائية، إذ تعاملت معه عدة أصوات من المغرب والوطن العربي، من قبيل عبد الهادي بلخياط، نعيمة سميح،عبد الوهاب الدكالي، اسماعيل أحمد، عبد الحي الصقلي، المعطي بنقاسم، محمد المزكلدي، محمد فويتح، فضلا عن نجوم الفن العربي من قبيل عبد الحليم حافظ (من خلال نشيد ليالي العيد) وسعاد محمد ووديع الصافي.. وغيرهم. ويعد الموسيقار أحمد الشجعي من أمهر عازفي آلة الكمان، ليس فقط على صعيد المغرب وإنما بشهادة كبار العازفين العرب : من قبيل أحمد الحفناوي وأنور منسي، وعبود عبد العالي. فعبر آلة الكمان ونبوغه الفني وطبيعة وتفرد عزفه وتكوينه الموسيقي الأكاديمي على يد أساتذة فرنسيين بمدينة فاس، رسم شهرته فكان بما كان من صدى وتقدير داخل المغرب وخارجه ومن انتاج فني ولحن ونغم. وعليه ما كان الشجعي رحمه الله من فضل على الموسيقي والأغنية المغربية، ومن ثمة من زمن جميل وإغناء وذاكرة مستحقة لكل تقدير واكبار واجلال. فمعزوفاته :”فرحة الشعب، أعراس، فرحة السد، إلهام ، أحلامي، زهور، حبايب، أيامي ، سمراء، ذكرى، ابتسام، اللقاء السعيد، روابي، ليالي فاس، سرور ورقصة حبيبي… ” ، ستظل خالدة تؤرخ لإسمه الفني ولشموخه الموسيقي ولرصيده، وكذا ِلما أغنى وأثرى به خزانة المغرب الابداعية الجمالية الطربية.