تازة بريس
الاعلامي الرياضي عزيز رباكً
لعل أبلغ دروس مونديال قطر 2022 التي يمكن استخلاصها، تلك التي تم بها تحويل مجرى تاريخ كرة القدم عالميا من قِبل المنتخب المغربي عبر مقارعته لكبار اللعبة وبلوغه المربع الذهبي. حصيلة لا شك أنها أبهرت الجميع أصدقاء وغير أصدقاء لكونها جاءت مخالفة لكل التوقعات ومحطمة لنظريات ظلت حبيسة محور أروبا وأمريكا اللاتينية. والأجمل والأروع في كل هذا وذاك هو ايضا ما أبدعه الشباب المغربي في الربوع القطرية، من تعابير وصور تكرس قيم التلاحم الأسري والديني في مجتمعاتنا العربية والاسلامية. بصمات سيحفظها التاريخ كمكارم اخلاقية زينت المونديال في نسخته الثانية والعشرين، تماما كالأرقام القياسية التي سجلها المنتخب المغربي عربيا وافريقيا من حيث عدد المباريات والأهداف المسجلة في هذا المونديال. وقد واكبت مشاعر الفخر والاعتزاز مباريات الفريق الوطني السبع وغمرت كافة الربوع العاشقة لكرة القدم، وبلغ الاعجاب مداه بنجوم تألقت وفتحت أمامها مزيدا من أبواب الشهرة والنجومية مثل “ياسين بونو” و”سفيان امرابط” و”عزالدين اوناحي”…وكأن الكرة المغربية كانت تنتظر قطار المونديال عند محطة قطر، لتتبوا اعلى المراتب وتحجز مكانا لها ضمن كبار العالم. أرضية قطر بخصوبتها وأجواءها المفعمة بالأعراف والتقاليد العربية والاسلامية الأصيلة، جعلت المواهب تتفجر والأسود تزأر في تحد قل مثيله. ولأن أبناء المغرب زادهم التقوى و”حسن النية”، فإن انجازاتهم كرست من الناحية الاخلاقية ذلك التوجه الذي ارتضته دولة قطر لنفسها وللعالمين العربي والاسلامي، ردا على كل حملات التشكيك وصدا لكل المفاهيم المجتمعية الهدامة. أما على الصعيد الرياضي الصرف فالمغرب وضع السقف عاليا بإنهاء المونديال ضمن الأربعة الكبار، وأسر قلوب عشاق كرة القدم في كل أرجاء العالم.