تازة بريس
بعد حوالي نصف قرن على واقعة الطرد التعسفي الجماعي للمغاربة من الجزائر صبيحة عيد الأضحى 18 دجنبر 1975، لا زالت العائلات التي عاشت بشاعتها تطالب باعتراف السلطات الجزائرية بمسؤوليتها فيما، مشددة على ضرورة جبر الضرر المعنوي والمادي جراء ما تعرضوا له من ظلم، مطاليبن النظام الجزائري بتسوية قضيتهم الحقوقية والإنسانية وتقديم اعتذار رسمي للدولة المغربية ولهذه الفئة من المغاربة الذين طُردوا تعسفيا من منازلهم وممتلكاتهم، معتبرين أن هذه المأساة الإنسانية لم تندمل جروحها رغم كل هذه المدة.
ويشدد التجمع الدولي لدعم العائلات ذات الأصل المغربي المطرودة من الجزائر “CIMEA”، على أن التذكير بهذه المأساة هو أحد واجبات حفظ الذاكرة، علما أن الأمر يتعلق بطرد 45 ألف عائلة مغربية بشكل تعسفي وبدون سابق إنذار في وقت كان فيه العالم الإسلامي يحتفل بعيد الأضحى المبارك، المناسبة التي تكتسي طابعا مقدسا وحيث تترجم قيم الإحسان ويسود خلالها التسامح. وعلما ايضا أنه لم يشفع لهاته العائلات المغربية المرحلة قسرا، كونها استقرت بشكل قانوني في الجزائر منذ القرن التاسع عشر، ومنهم جزء كبير من شارك في حرب التحرير الجزائرية التي اندلعت في نونبر 1954 وراح ضحيتها مئات المغاربة في ميدان الشرف.
وبهذه المناسبة (الذكرى 47 ) لمأساة الطرد التعسفي الجماعي للمغاربة من الجزائر، يجدد التجمع الدولي لدعم العائلات ذات الأصل المغربي المطرودة من الجزائر CIMEA، مطالبته كل الهيئات والمنظمات الوطنية والدولية والقوى الحية الذين تحركهم مبادئ وقيم السلام والعدل، للضغط على السلطات الجزائرية من اجل الاعتراف بالخروقات التي طالت هؤلاء المواطنين وتذكيرها بمسؤولياتها في المأساة التي يعيشونها وتعويضهم عن الأضرار التي لحقتهم.